لمن هذا المقال ،،
– لكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج ، ولكل زوجين حديثي الزواج ..
– لكل زوجين عصفت بهم المشاكل والخلافات حتى نغصت حياتهما ,,
– لكل زوجين اتخذا قرار الطلاق وخرجا من جلسة الصلح بعد أن فشلت كل المحاولات وكانا في طريقهما إلى مكتب القاضي للنطق بالطلاق وتوثيقه أقول :
قبل أن تدخل مكتب القاضي انتظر 3 دقائق لقراءة هذا المقال وأنا على يقين بإذن الله أنك ستجد فيه ما يغير كثيرا من قناعاتك ونظرتك للحياة الزوجية ..
بسم الله أبدأ ،،
يعتقد الكثير من الناس أن عمل الشيطان يقتصر على بث الشهوات والشبهات لإضلال الناس وإبعادهم عن طريق الحق وما علموا أن هذا أحد أعماله وإلا فهناك الكثير من أعماله التي وردت في الكتاب والسنة والناس عنها غافلين ..
ومن أهم الأعمال التي يفعلها الشيطان ويهتم بها اهتماما كبيرا إلى درجة أن إبليس يكافئ شيطانه الذي ينجح فيها بأن يقربه ويدنيه منه ألا وهو ( التفريق بين الزوجين وزرع الكراهية بينهما ).
روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً.
يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا،.
قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ.
فانظر لهذا الحديثِ الذي وضّحُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واحدا من أعظم أهداف إبليس ..
حيث ذكر أن إبليس يبعث سَراياهُ والسَّريَّةُ: هي القِطْعةُ من الجيشِ، وكأنَّ إبليسَ يغزو بني آدم بإرسال شياطينه في نواحي الأرض؛ ليُوسوِسوا للنَّاسِ ويُضلِّوهم ويفسدوا حياتهم وطمأنينتهم!
فيكون أَقْربُ الشَّياطين إلى إبليسَ هو أَكْثرُهم فتنة للناس!
والأمر الذي يستحق منا وقفة تأمل ومزبدا من الجهد في تعريف الناس به هو معرفة أعظم فِتن إبليس التي يهتم بها.
نكمل الحديث لنعرف ماهي هذه الفتنة :
“قالَ ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ”
أيْ: ما تركتُ الزَّوجَ حتَّى جعلته يطلق زوجته أو جعلتها تطلب الخلع منه، وهدَمتُ الأُلْفَةَ والمودَّةَ بينهما
حينها يُقرِّبه إبليسُ منه ويُنزِله مَنْزلةً أعلى من أقرانِه، ويَمْدحُ فِعْلَه في التَّفريقِ بيْن الزَّوجين لإعجابه بصنعه، وبلوغه الغاية الَّتي أرادها بقوله: «نِعم أنت»،
وهذا المدح لِما في التَّفريقِ بين الزَّوجينِ مِن مَفاسِدِ عظيمة على الناس وعلى المجتمع من انْقِطاعِ النَّسلِ، وانْعِدام تَربيةِ الأطفالِ، وما يُحْتَملُ مِن وقوعِ الزِّنا، وما في ذلك مِن التَّباغُضِ والتَّشاحُنِ وإثارةِ العَدَواتِ بين النَّاس وبين أقارب الزوجين والله المستعانِ.
وفي الحديث : بيان تعظيم اهتمام إبليس في أمر الطلاق وعظيم فتنته.
وهذا الحديث يكشف لنا أن تفريق الزوجين من أحب الأعمال إلى الشيطان، وأن الشيطان الذي ينجح فيه يُقرّبه إبليس ويمنحه المقام الرفيع عنده!
لذلك يجب أن يعلم كل زوج وزوجة أن الكراهية التي تحصل في قلبه تجاه الطرف الآخر والصدود الذي يشعر به ما هو إلا بسبب وسوسة الشيطان وقذف الكراهية في قلبه حتى يحصل الطلاق بينهما فيكسب الشيطان بذلك المكانة الرفيعة عند إبليس كما ورد في الحديث .
والشيطان لا يكتفي بقذف البغضاء والكراهية ولكن يتسبب أيضا بإثارة الخلافات بين الزوجين وتضخيمها ومحاولة التحريش بينهما وغالب الخلافات بين الأزواج ليست ناتجة عن خلاف حقيقي وإنما بسبب كيد الشيطان فهو الذي ينفخ في الغضب، ويزيّن السوء، ويطفئ المحبة، ليهدم البيت حجراً حجراً.
كيف نكتشف أثر كيد الشيطان في الحياة الزوجية؟
إذا وجد أحد الزوجين، في قلبه مشاعر غريبة، ليس لها أسباب حقيقية نابعة من الواقع، بل مزروعة زَرعًا، ومن أمثلتها:
-
بغض الطرف الآخر دون سبب يستحق والشعور الداخلي بانعدام المحبة وانعدام التقبل سواء حدث ذلك قبيل الزواج أو في بدايته أو بعد سنوات من الحياة الزوجية.
-
الشعور بأن الطرف الآخر ليس الشخص المناسب الذي كان يتمناه وأنه يريد زوجة أو تريد زوجا أفضل.
-
كراهية التواجد في نفس المكان والرغبة بالهروب من الطرف الآخر والشعور بالضيق والاختناق كلما دخل البيت، أو عندما تراه ، وكأن روحها تنقبض بمجرد رؤيته.
-
رغبة ملحة في الطلاق والشعور بأن الطلاق هو الخلاص، وتبدأ في تخيّل حياة أفضل بدونه، وقد يزين لها الشيطان الحياة بعد الطلاق ويجعل الأمور في ظاهرها مقبولة.
-
انعدام المشاعر الإيجابية تجاه الطرف الآخر بحيث لا يشعر بالسعادة، ولا بالاشتياق، ولا بالراحة، حتى وإن لم يكن هناك شجار أو إهمال.
-
الهدوء المفاجئ والشعور بالارتياح عند البعد عن الطرف الآخر (سعادة وراحة متوهمة) كأن يسافر أحد الزوجين أو ينشغل، فيشعر الآخر بارتياح غير مفسَّر، فيظن أن الحل في الفراق.
-
تفاقم الخلافات بشكل متسارع وتعقيدها وصعوبة حلها وتضخمها بطريقة غير منطقية خلال الحياة الزوجية.
أخي الزوج .. أختي الزوجة ..
إذا حدث لكم أحد هذه المظاهر أو كلها فاعلموا يقينا أن هذا من آثار الكيد الشيطاني، وهي مشاعر مؤقتة، خادعة، لا تُبنى عليها قرارات مصيرية ولا علاقة للعين والحسد بها.
العلاج.. كيف نحبط كيد الشيطان؟
حين يشعر أحد الزوجين بهذه المشاعر السلبية غير المبررة، فإن الخطوة الأولى للعلاج هي إدراك أن هذه المشاعر هي مجرد مشاعر وأحاسيس شيطانية وليست حقيقة واقعة وأن الطلاق ليس هو الحل بل بداية الشقاء والحسرة عند وقوعه ولن تكون الحياة وردية كما يتصورها الإنسان بل ستبدأ رحلة الشقاء والندم والإحساس بمشاعر أشد وأقسى من السابق.
ولكي يتخلص الزوجة أو الزوجة من المشاعر السلبية ومشاعر البغضاء وعدم التقبل ولكي تصبح حياته الزوجية سعيدة ومليئة بالمودة والرحمة والاشتياق فإن من أنفع أساليب العلاج ما يلي :
عدم الاستسلام لهذه المشاعر السلبية ، بل تجاهلها تمامًا، وإظهار عكس المشاعر ظاهرًا حتى تزول باطنًا.
التطبيق العملي:
-
اخف المشاعر السلبية تمامًا وأظهر عكسها تماما .
-
أظهِر السعادة والرضا أمام الطرف الآخر حتى لو كان تصنعا ولو شعرت بأن قلبك سيتوقف من الكراهية والبغضاء بل تصرّف وكأنك سعيد، وابتسم، وأبدِ مشاعر المودة.
-
إذا سُئلت عن زواجك، فأثنِ عليه
قل: “زوجتي أو زوجي هو حلمي الذي تحقق”، أو “أنا ممتن لله على هذه النعمة”، حتى لو كانت مشاعرك وأحاسيسك عكس ذلك ولا تتحدث عن مشاعرك السلبية لأحد سواء الأم أو الأخت أو الصديق أو الصديقة ، ولا تُضخّمها، ولا تجعلها محور حياتك.
-
استعذ بالله من الشيطان خصوصًا في مواطن الإحساس بالكراهية والقلق الشديد ، فالشيطان لا يهدأ.
-
ابدأ بإظهار المعروف، ولو من طرف واحد كأن ترسلي رسالة حب، أو هدية بسيطة، أو كلمة طيبة، وتغزّل بالطرف الآخر فذلك يكسر الوسواس ويوهن كيده ويسّرع بانهياره.
-
ابتسم في وجه الطرف الآخر دائما خاصة عندما تسيطر عليك المشاعر السلبية وإن تلفظت بعبارات لطيفة كان ذلك أنجع
-
ابتعد عن الحزن والبكاء بسبب سيطرة المشاعر السلبية عليك بل تصبر وتظاهر بالسعادة وانشغل ببيتك والتودد للطرف الآخر، لأن البكاء والحزن يزيد المشاعر السلبية ويقوي كيد الشيطان والابتسامة تضعفه وتصرف كيده عنك بإذن الله.